http://sharawy.net/vb/

Visitors since14 Decemder 2011

الأحد، نوفمبر 29، 2009

الفصل الخامس

"الفصــــــــل الخامـــــــــس"
كيف حالك يا ياسمين؟ فقالت: أنا بخير حال، كيف حالك أنت يا فارس؟ أين أختفيت منذ يومين ؟ إبتسم فارس ورمق ياسمين بنظرة حادة وقال: كنت في رحلة الى جزر القمر ..! فقالت: وين هاي جزر القمر؟ فقال: في حجز شرطة طبريا يا ياسمين. فقالت: وماذا كنت تفعل هناك ؟ فقال: أسألي نفسك ماذا كنت أفعل ؟قالت: وما دخلي أنا.. وكيف أعرف ماذا كنت تفعل؟ فقال: مسكينة أنت ما دخلك بشئ، لا بالقبور ولا بالجماجم وحتى الأشعار المنقوشة على القبور لا دخل لك بها ...! فقالت مستفزة: شو يا فارس رجعنا نحكي على القبور والكلام الفاضي ؟ فقال: بسببك كدت أن أدخل السجن لسنوات طويلة والله أعلم ماذا سيحدث معي .فقالت غاضبة: وما دخلي أنا، أهذا لأني تاخرت عليك، لم يكن الأمر بيدي وإلا ما تأخرت. فقال فارس: حسب الكلام المنقوش على القبر أنا الذي تأخرت ولست أنت ...فقالت: فارس لماذا تصر على أن تحدثني عن القبور ما دخلي أنا بهذا ؟ فقال: ما دخلك أنت ؟ أليس هذا المكان الذي تسكنينه ؟ ألم تذهبي الى هناك وتتركيني أنتظرك ساعات حتى أضطررت أن اجن وأدخل المقبرة ولحسن حظي أني وصلت متأخراً وإلا لفتحت القبر، وقبض عليْ وسُجنت لعدة سنوات.فقالت ياسمين: ماذا تقصد، هل لأنت مجنون، مادخلي لأنا بهذا الجنون الذي تتحدث عنه، أنا حينما تركتك ذهبت الى طبيب نساء وتأخرت عنك رغما عني، وإن واصلت حديثك بهذه الطريقة المجنونة فنصيحتي لك أن تذهب الى طبيب نفسي ليعالجك، لأنك تحلم أكثر من اللازم وترى أشياء لا وجود لها إلا في خيالك، أكل هذا لأنني أرتدي الخمار؟ سأخلع الخمار يا فارس, سأخلع الخمار إن كان هذا سيخرجك من جنونك ... فقال فارس: هيا أفعلي .. فقالت: أمُصر أنت. فقال: ها أنا أنتظر...! فقالت: ولكن إن فعلت هذا فلن تراني الى الأبد .. فقال: أنا لا أراك خيراً من أن أراك وأنا لا أراك . قاطعته قائلة: يا فارس أنا جميلة لدرجة لا توصف وجمالي ليس من هذا الزمان، وإن رأيتني الآن ستندم طوال عمرك أنصحك للمرة الأخيرة أن تصبر حتى يحين الوقت . فقال: لا يهمني هيا نفذي ما قلت يا ياسمين .. فقالت: اآه لو علمت عدد السنوات التي أنتظرت قدومك بها لغيرت رأيك . فقال: لا أريد أن أعلم شيئا فقط أريد أن أراك وأنهي هذه اللعبة .فقالت وبنبرة حزينة: آه يا مخلصي لو كنت تعلم ما تخفيه لك الأيام لما عجلت بنهايتي ونهايتك .فقال فارس: أسمعي يا شاعرة القبور والجماجم لن تؤثري عليّ بكلامك، الآن إما أن تخلعي هذا الخمار وإما………… فقالت: وإما ماذا ؟فقال: سامزقه بيدي, وأخرجك منه بالقوة ... فضحكت ياسمين مستفزة فارس: إن كنت تستطيع فلم لم تفعل هذا بالسابق، هيا أفعل هذا الآن ووفر الوقت علي وعلى نفسك، هيا هل أنت خائف تحرك يا فارس لا تخف نفذ كلامك ... أستفز فارس وغضب ووقف وأقترب من ياسمين ومد يده ليمزق الخمار وصوت ضحكات ياسمين تستفزه أكثر وأكثر وكأنها تدفعه أن يفعل ويمزق الخمار بقوة ليرى ماذا يخفي هذا الخمار وما أن ينهي حتى يعود الى الوراء عدة خطوات وعيونه متسمرة باتجاه ياسمين التي ما زالت تضحك ويجلس مسترخيا على الكنبة شارد الذهن لا يقوى على الحراك وما زالت عيونه متسمرة باتجاه ياسمين ويصحو على صوت أخاه الأصغر" علاء" الذي يناديه: فارس ..فارس..سلامة عقلك خذ أشرب القهوة، بس وين صاحبتك "النينجا" راحت.؟ شقشق فارس عينيه وجال فيها أنحاء الغرفة وفركها وسأل أخوه علاء عن ياسمين" وين راحت وين أختفت كيف طلعت ومن وين طلعت..؟ فرد علاء كيف طلعت أكيد طلعت من الباب ..... نهض فارس مسرعا دون أن يأبه بعلاء الذي ما زال يحدثه وأستقل السيارة وأنطلق بها يشتم ويلعن ياسمين بكل الشتائم التي عرفها في حياته. دار بالشوارع حتى هدأ من روعه وأخذ يستعيد أحداث الصالون من لحظة دخولها الى لحظة وقوفه وتمزيق الخمار ولكن لم يستطيع أن يتذكر ماذا رأى خلف الخمار وأخذ يتمنى أن يرى ياسمين ولو للحظة واحدة فقط ليقول لها أذهبي الى جهنم وأياك أن أراك أو أسمع صوتك ولا أريد أن أعرفك ولا يهمني من أنت، فأنت مجرد مريضة مجنونة تعشق القبور والجماجم تختفي خلف قناع أسود لتخفي خلفه قباحة لا مثيل لها أومصابة بمرض مقرف لدرجة تثير الأشمئزاز أو أنك ممسوخة على شكل خنزير بري.. وأخذ فارس يتخيل فعلاً لو أنها على شكل خنزير وآثار هذا المنظر الضحك في نفس فارس وهدأ من روعه وأتجه الي الناصرة الى مكتبه ودخل وأخبر السكرتيرة أنه إن سأل عنه أي شخص فلتخبره أنه لم يأت وأن لا تحول له أية مكالمات مهما كانت مهمة. ردت السكرتيرة بكلمات "حاضر يا استاذ فارس" ولكن هناك أمرأة في الداخل تنتظرك منذ وقت، نظر إليها فارس وقال من هي ..؟فابتسمت السكرتيرة وأشارت بيديها بما معناه أنها لا تعرف فشعر فارس من أسلوب السكرتيرة الساخر بأنها تتحدث عن ياسمين"المقنعة" ودخل فارس بهدوء حتى لا يثير الأرتياب. وما أن دخل حتى رأي ياسمين تجلس على مكتبه وتقرأ أوراقه وكأنها صاحبة المكتب وكأنه هو الضيف بحيث لا تأبه بوجوده فجلس فارس على الكنبة وأخذ ينظر الى ياسمين وتبسم، فرفعت ياسمين رأسها وقالت بهدوء: كيفك يا فارس..ليش متأخر لهلأ . فقال لها فارس: والله يا ست ياسمين لو بعرف أنو حضرتك موجودة ما كنت تأخرت. فقالت: طيب مرة ثانية ما تتأخر. فابتسم فارس وعادت ياسمين تقرأ الاوراق ومن ثم قالت :فارس قديش معك فلوس؟ ضحك فارس وقال: ليش بتسألي ؟ فقالت: جاوبني أولاً ؟ فقال فارس: الحمد لله من يوم ما شفتك وأنا شايف الخير، أساليني قديش أنا مديون عشان أقدر أجاوبك. فقالت: أنا بعرف أنك مديون بس قديش بتقدر تدبر فلوس.؟ فقال: كويس إذا قدرت أدبر بنزين السيارة. فقالت: لا أنت بتقدر تدبر"520 " ألف جنية. فضحك فارس وقال يا سلام دي سهلة خالص. فقالت: بيع السيارة وبيع بيتكم القديم لأنوكده كده مش عم تستغلوه وفي مع أمك"20" ألف جنية ومع علاء أخوك"35" ألف جنية والأسورة الذهب اللي مخبيها في الخزانة تجيب ثلاثة الاف جنية والبنت اللي قاعدة برة بتحبك كثير وراح تدبرلك كمان سبعة آلآف شيكل ومع سامي إبن عمك ألف وخمسمائة جنية والأثاث اللي في المكتب بعد ما تخسر فيه يجيب "5" آلآف جنية وأنت ناسي في بنطلونك القديم 300 جنية كدة بيصير المبلغ "520 الف جنية" بالضبط مش ناقصين ولا قرش واحد. وإذا أردت اليوم بعد 48 ساعة بيكون معك كل المبلغ وبتروح تدفع مبلغ العشرين الف جنية اللي عليك دين للبنك وبتحط بقية المبلغ في البنك وبتقدم قرض وعلاقتك مع البنك كويسة وممكن تأخذ كمان "200" ألف جنية وكدة بيصير معك مبلغ "430 الف جنية" . أندهش فارس وذهل لمعرفة ياسمين بكل هذه التفاصيل الدقيقة التي هو نفسه لا يعرفها وقال: ياسمين أنت كيف بتعرفي كل هذه المعلومات؟ فقالت: أنا بعرف كل شيء بدي أعرفو المهم أنت تحرك وأجمع المبلغ. فضحك فارس وقال ساخراً من كلام ياسمين: حاضر يا ياسمين كلامك والله مقنع بس في مشكلة وحدة أنا لما أبيع السيارة كيف راح أقدر أوصلك على المقابر..؟! وأخذ فارس يضحك بصوت عال .. وبهدوء قالت ياسمين باسمة: بسيطة بتستأجر سيارة يا شاطر.. فقال: طيب وبعد أن أجمع هذا المبلغ هل سنتصور بجانبه صورة تذكارية أنا وأنت عفواً" فارس والشبح الأسود" وضحك فارس ... وأجابت ياسمين بهدوء "لا يا حبيبي أنت هتجمع المبلغ وأنا هقولك على قطعة أرض بتروح تشتريها بكل المبلغ وبعدين بقلك كيف تبيعها،إما أنها بتخرب بيتك وهتشحت أو هتغير كل أحوالك .. وجد فارس حديث ياسمين ممتعاً وأيضاً فرصة للسخرية منها. وقال: طيب يا حبيبتي مش لما أشوف وجهك الحلو الأول علشان أتجن بجمالك وأخرب بيتي بأيدي. فقالت: ماذا حدث لك يا فارس أنسيت بهذه السرعة ألم نجلس معاً منذ ساعات في بيتك أم نسيت وقاحتك في مد يدك وتمزيق الخمار عن وجهي لتراه، نعم لا أستغرب أنك نسيت بهذه السرعة فأنت حينما رأيتني فقدت قدرتك على التركيز، سلامة عقلك يا حبيبي". فقال فارس: هذا صحيح أنا مزقت الخمار حتى أرى وجهك ولكني لا أذكر ماذا حدث بعدها ولا أذكر أني رأيتك ولا أذكر ماذا كان تحت الخمار ..لا بد أنك سحرتني. فقالت: أنت يا مجنون يا أهبل وأنا شو يخصني لو أنت ما بتّذكر شيء بعد ساعة وإذا أنا سحرتك فياحبيبي جمالي بيسحر وبياخد العقل علشان كدة خلي بالك على عقلك وعلشان أذكرك أنك شفت وجهي اللي حلو كثير وعيوني الواسعة وشعري الناعم اللي زي الحرير . قاطعها فارس وقال: بعرف حفظت كل الكلام اللي بدك تحكيه وأكثر من هيك أنا ما بدي أشوفك ولا أشوف جمالك. فقالت: لا مش صحيح أنت حابب تشوفني كثير. فقال: لا أنا ما بدي أشوفك.. فقالت: يا حبيبي أنت مش راح تعرف تنام الليل إلا لما تشوفني كويس لا تضحك على نفسك. فقال: كان زمان يا شاطرة أنت اليوم بالنسبة إليْ مجرد وحده لابسه أسود في أسود مش مهم عندي إذا كنت حلوة أو مش حلوة أنا مش فاضي أتسلى مع وحده مثلك، شكراً يا روحي الوقت خلص شوفي واحد ثاني عندو فضول أكثر مني علشان يطارد وراك في المقابر يا شاعرة القبور يا أم الجماجم . فقالت ياسمين ذات الخمار بلهجة حزينة، ولا بد أن بعض الدموع قد رافقتها من تحت الخمار: الله يسامحك يا فارس ..الله يسامحك..أنا يا فارس ما بتسلى أنا حبيتك فعلاً وأنت الوحيد اللي حبيتك وما بدي يصير فيك أي شئ، أنت غيرهم كلهم يافارس أنت ما بتعرف قصتي ولا قصتك أنت يا فارس، أسمع كلامي علشان أقدر أساعدك وأساعد نفسي لا تحرجني أكثر من هيك يا فارس صدقني أنا حبيتك وما بدي إلا أخلص وأخلصك معي ..فارس أناما بدي تشوفني عشانك وعشان تكون مخلصي.. أرجوك يا فارس أعمل اللي بقولك عليه أرجوك ولا تسأل كثير أرجوك بلاش تفكر تشوفني هلا وخليني أنا أساعدك عشان تشوفني أرجوك ...أرجوك وأخذت ياسمين تبكي وبرغم أن الدموع يخفيها الخمار إلا أنه بدا واضحاً لفارس أنها تبكي بصدق. صمت فارس للحظات وأخذ يستعيد في ذكرياته المآسي والمصائب التي واجهته منذ أن ظهرت ياسمين المقنعة في حياته وأخذ يمر في مخيلته صور القبور الغريبة والجماجم وحار بين قرارين إما أن يطردها فورا من حياته برغم من أنه يشعر بأنه يحبها بجنون وإما أن يسير خلفها نحو المجهول الذي لا يعلمه. أثارت غضب شديد في أعماق فارس وأخذ يصرخ بها قائلا: ياهلا بشوفك وبعرف مين أنت يا تطلعي من حياتي وما بدي أشوفك. فقاطعته ياسمين بصوت هاديء، أرجوك يا فارس والله أنا جميلة أصبر قليلاً أصبر بعض الوقت.فقال فارس" هلأ..هلأ..أو روحي" . فقاطعته ياسمين: ولكن بحذرك يا فارس ..أنت ما بتعرف شيء..! فصرخ فارس في وجه ياسمين وقال: ما بدي أعرف شيء وما يهمني حلوة أنت ولا مش حلوة ..شغلة وحدة بس.. أنا بدي تنقلعي من مكتبي من غير رجعة . وأمسك فارس بيد ياسمين وسحبها بالقوة وهو يصرخ: أنصرفي من هون..أنصرفي من هون.. وبحركة سريعة دفعت ياسمين فارس لتلقيه على الارض وتقف أمامه بثقة وبلهجة مليئة بالغضب والثقة وقالت: لقد حذرتك يا فارس ..والآن أنظر الى مصيرك الملعون. وأخذت ياسمين تخلع الخمار والرداء والكفوف حتى الحذاء ولم يبق على جسدها إلا قميص أزرق قصير ناعم شفاف علق بخيطين رفيعين بكتفيها وبالكاد يخفي ولا يخفي جسدها وعيني فارس متسمرة مذهولة مما يرى وياسمين تنظر الى فارس وتحثه على أن ينظر إليها وهي تقول:" أنظر الى مصيرك الملعون يا فارس"..أن كان الله قد خلق علي الارض جميلة فهي أنا، أتريد أن تعرف من أكون، لقد حذرتك أن لا تعرف ولكني سأقول لك من أنا:- أنا لعنة أبـوك وأبــو أبـوك وأجـدادك
أنا لعنة سـوف تطاردك وتطارد أولاد أولادك دموعي وحسرتي أنا وأمي وأم أمـــي
ســوف تذوقها ومن قبــــلك أجــــــــــــدادك وكماحكمتم على كل انثى فيناتولد وتعيش بقبر
سوف نفتح لكل بكر في عائلتكم قبر
سوف نفتـــح لكل بكر في عائلتكم قبـــــــــــر
***************************************** والى اللقاء في الفصل السادس بمشيئة الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق