http://sharawy.net/vb/

Visitors since14 Decemder 2011

الأحد، نوفمبر 29، 2009

الفصل الثاني (فارس وياسمين).

" الفصـــــــــل الثانــــــــــــــــــي"
فتحت الباب وهمت بالنزول، لولا أنه إعتذر لها وقال: أنا بدي أشوفك، بس مش شايف منك غير هالسواد! فردت عليه غاضبة وقالت: مش مصدقني؟ قلت لّك أناحلوة. أقسم بحيات ستي إني حلوة وراح تشوفني في الوقت المناسب. رد عليها فارس بصوت غلب عليه الحزن واليأس وقال: ياسمين قولي لي‘ هل أنت انسانة أنا بعرفها وحابة تمزح معي من ورا هالخمار؟ ولا في حد مسلَّطِك عليّ عشان تجنينيني؟ قالت: لا...أنا ما بعرفك وما في حد سلطّني عليك، بس من اللحظة الأولى اللي شفتك فيها صرت قدرك وبعدها عرفت عنك كل شئ. قال لها: شو قصدك ...؟ قاطعته وقالت: لقد وصلت وعليّ أن اذهب. غادرت "ياسمين " الغامضة وبدأت تسير بالشارع حتى أختفت بين الزحام.. وعيون فارس لم تعد تستطيع ملاحقتها فاخذ بالضحك مستسخفاً مما يحدث وقد أتخذ قراراً أن لا يفكر في هذه المرأة الغامضة التي تود فقط أن تثيرَ فضولهُ في لعبة ذكية، فلا بد أن يكون مِنْ ورائِها أحد. وعاد الى عمله ليشغل نفسه ولكنه فشل في أن يطردها من مخيلته وأخذ يسأل نفسه: ما الذي يشدني الى هذه المقنعة السوداء؟ هل هو الفضول أم أن أسلوبها المثير قد أثر بي؟ شقت السيارة طريقها من جديد الى الناصرة وما أن وصل فارس حتى بدأَ يقوم بإتصالاته لترتيب عدة مواعيد لعمله بدلاً من التفكير بسخافة هذه المرأة، وما أن مرت عدة ساعات وأقترب الوقت من منتصف الليل وقرر العودة الى البيت حتى فوجئ بالمرأة "صاحبة الخمار الأسود " تُشير بيدها له ليتوقف!! دق قلب فارس بسرعة وأصابه شعورٌ غريب لم يعرفه من قبل، شعور ممزوج بخوف رهيب من المستقبل، وسعادة لرؤيتها. توقف وأقتربت المرأة من السيارة وفتحت الباب ورمت بجسدها الملفوف بالسواد على الكرسي وقالت: فارس ممكن توصلني لبئر السبع ؟ لم يستطع فارس الإجابة بل وجد نفسه يسير في الطريق المؤدية الى بئر السبع دون أن يجادل أو يأبه إذا كان عليه العودة الى البيت أوإذا كان أحدهم بإنتظاره. خيم الصمت لدقائق طويلة عليهما كانت كأنها سنوات. لم يتكلم أحدهما. نظر فارس الى المرأة بعد أن أستجمع جملة واحدة بعد الذهول الذي أصابه. وقال: ياسمين أنا في حياتي كلها ما عرفت شو هو الحب، ومش مهم مين بتكوني أو مين أنت، أنا بصراحة حبيتك من أول مرة سمعت صوتك فيها، ما شفتك ومابعرف مين بتكوني، بس لأول مرة في حياتي بشعرأني مهزوم، أيوه أنا مهزوم بحبك. فقالت له ساخرة: لسه ما شفتني وحبيتني !!! الله يساعدك لما تشوفني شو راح يصير فيك؟ فقال فارس: راح أحبك أكثر. فقالـت: بصراحة أنا كمان مفكرة أني أحبك، وخاصة أني قدرك يا ... قاطعها فارس وقال: ياسمين عن جد إنتِ مصدقة شو بحكي ؟ فقالـت: آه يا فارس مصدقتك. ما انا قلت لك من اللحظة الأولى أني أنا قدرك . فقـــال: ياسمين مين أنت ؟ فقالـت: ما تسأل راح تعرف لحالك مين بكون. وفي هذه الأثناء مرت السيارة من أمام حاجز للشرطة كان بجانب الشارع السريع بين تل أبيب وبئر السبع وأشار الشرطي الى سيارة فارس بالتوقف لتجاوزه السرعة...أستجاب فارس للنداء وتوقف بجانب الطريق وأقترب من النافذة شرطي وطلب من فارس أوراقه الخاصة "الرخصة والتأمين ورخصة السيارة " وهمّ فارس في إعطاء الأوراق الى الشرطي ..وفي تلك الأثناء طلبت منه ياسمين أن لا يستجيب لطلب الشرطي وأن يسير بسرعة ... سار فارس وهو لا يأبه بعواقب ما فعل مع الشرطة ...وأخذت ياسمين تضحك ولكن ما هي إلا لحظات حتى كانت عدة سيارات شرطة تطارد سيارة فارس وتنادي عليه بأن يتوقف على يمين الطريق ...وجد فارس نفسه في ورطة كبيرة وتوقف رغم أن ياسمين طلبت منه أن لا يهتم بهم .. ونعتها بالجنون وقال لها: أنت مجنونة فعلاً ..مجنونة وبدك تقتلينا .أحاطت الشرطة بالسيارة بعد أن توقفت وأقترب الضابط منها وعلى وجههِ علامات الغضب، وما أن أقترب حتى بادرته ياسمين قائلة: ماذا تريد؟ بدت علامات الذهول على وجه الشرطي وقال: لا شيء ...لا شيء ..! فقالت له: إذن إبتعد من هنا!! إبتعد الشرطي وصعد الى السيارة العسكرية دون أن يكلم أحداً، ويبدو أن أحد أفراد الشرطة أصابه الفضول فأقترب من السيارة هو الآخر، ولكن ما أن رآى ياسمين حتى أبتعد هو الآخر مسرعاً وكأن كل منهما قد رأى "رئيس دولة" أو شيئاً مهماً أو غريباً. وبسرعة أدار فارس رأسهُ بإتجاه ياسمين ورآها تحمل بيدها "جمجمة " ورآى شعاعاً أحمر باهتاً سرعان ما أختفى، فحرك فارس عينيه من تأثير الشعاع وأخذ يفحص بعينيه من أين مصدره، وهو متأكد من أنه رآه ينبعث من تحت النقاب الأسود. أكمل فارس سيرهُ مذهولاً وهو يفكر بما حدث، وهل أن منظر النقاب هو ما أخاف الشرطة ؟ أم الجمجمة ؟ أم أن هناك شيئاً آخر ؟ لم يخفى على المرأة ذات النقاب خوف وذهول فارس فقد كان ذلك بادياً على وجهه وعلى حركات يديه وعلى إشعاله السيجارة تلو الأخرى بنهم. قالت له: شو في يا فارس، في شي ؟ فقال: اللي صار مع الشرطة غريب !!! فقالت: وما هو الغريب في الأمر أن تسال الشرطي ماذا يريد، فيقول لك لا شيء! هذا يحدث مائة مرة في اليوم ولكن أنت مرهق وأنا السبب في ذلك، آسفة، آسفة يا حبيبي ما كان يجب أن أجعلك تقود هذه المسافة الطويلة .وصلت السيارة مدينة بئر السبع وهناك طلبت منه السير في طريق جانبية، سار بها فارس أكثر من ساعة ليدب الرعب في قلبهِ ويزداد الخوف أكثر وأكثر كلما أوغل في الطريق وكان هذا الطريق في عزلة عن العالم فلا شيء أمامه أو على جنبات السيارة سوى الصحراء المظلمة والكتلة السوداء التي تجلس بجانبهُ وأصوات عواء الذئاب يملأ المكان وتزيده رهبة. تنهدت المرأة الغامضة وقالت: أوقف السيارة ..ها قد وصلنا . أوقف فارس السيارة وهو لا يرى شيئاً يدل على عنوان . فقال فارس وعلامات الذهول بادية على وجهه: الى أين إني لا أرى سوى الصحراء المظلمة؟ الى أين هل تمزحين ؟ قالت: كلا أنا لا أمزح سنسير على الأقدام وبعد دقائق سنصل ... قال: على الأقدام هل أنت مجنونة ؟قالت: هل أنت خائف ؟قال: نعم أنا خائف، وهل يوجد عاقل يوافق على السير في هذه الأماكن ولو عدة أمتار ؟قالت: لا مكان للحب والخوف معاً، إما أن يقضي الحب على الخوف وإما العكس، فإن أردت أن أُزيل الخمار لتراني فتعال معي، وأعدك بأنك ستسعد طوال حياتك .قال: وما أدراني ماذا سيكون تحت هذا الخمار ؟قالت: تعال وستعرف بنفسك ...!!قال :إني خائف.قالت :إني ذاهبة وأنت عد من حيث أتيت إن أستطعت أو إلحق بي، ولكن بسرعة ولا تتأخر حتى لا تتوه في هذه الصحراء طوال حياتك. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وإلى اللقاء في الفصل الثالث بمشيئة الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق