http://sharawy.net/vb/

Visitors since14 Decemder 2011

السبت، ديسمبر 19، 2009

"الفصـــل الســـادس" فارس وياسمين

"الفصـــل الســـادس"
وهلا الدور عليك أنت يا فارس أنت بكر عيلتكم، أنا حاولت أنقذك من مصيرك المشؤوم وأنهي مشكلتك ومشكلتي بس أنت، مثل أجدادك لوماشفتني يا فارس كان في أمل أنك تعيش تحت الشمس مثل كل الناس وكان ممكن تخلصني أنا من ظلمة القبور وكان ممكن تكون نور المستقبل بس أنت من دمهم وطباعك من طباعهم وهلايافارس هدورمن قبرلقبروإن ربك رحمك هتلاقي القبراللي بناسبك اللي ما راح تعرف فيه ليلك من نهارك . وأرتدت ياسمين عباءتها ورمقت فارس بنظرة حادة أستمرت لحظات خيل لفارس أنها الدهر، وغطت وجهها بالخمار وفتحت الباب وخرجت وفارس ما زال يجلس على الارض مذهولاً مما رآى ومما سمع وأدرك أنه أمام مأزق كبير جداً أكثر مما كان يتصور وأن في الأمر سر كبير كان مخفياً تحت ذلك الخمار وأن الأمر لم يعد كما كان يتصور مجرد تسلية لفتاة تختفي تحت الخمار وأخذ يتساءل ترى ما هو السر الذي يجعل فتاة مثل ياسمين تتصرف على هذا النحو، هل هي مجنونة ..؟ وأخذ فارس يتذكر لقاءه الأول مع ياسمين والصدف الغريبة التي حدثت والتي لم يأبه ولم يعرها أي إنتباه وتذكر الكلمات المنقوشة على القبور، وكيف كانت تتغيرمن كتابة الى أخرى والتفاصيل التي تعرفها عنه هذه المرأة الغريبة والتي هو يجهلها،وجد نفسه أمام لغز معقد يعجز عن حله وخرج فارس من غرفة مكتبه الى الردهة، حيث تجلس السكرتيرة ليجدها تغط بنوم عميق على المكتب وبين يديها جمجمة صغيرة كتلك التي يراها دائما مع المرأة المقنعة ياسمين. سحب فارس الجمجمة الصغيرة من يد السكرتيرة بهدوء حتى لا تستيقظ وتراها، ووضعها في جرار مكتبه ثم عاد وأيقظ السكرتيرة من نومها لتفتح السكرتيرة عينيها وتنظر الى فارس وتبدأ بالضحك !!! ويسألها فارس: على ماذا تضحكين ؟ فتقول السكرتيرة: لا أدري كيف غلبني النوم ولكني حلمت بك حلما مضحكا..!!! فقال: وما هو هذا الحلم المضحك ؟ فقالت: لقد حلمت أننا تزوجنا وأصبح لدينا ولد وبنت، وسمينا الولد قبراً والبنت جمجمة. أقشعر بدن فارس لهذا الكلام ولكنه تظاهر بأنه يبتسم، وأخذت السكرتيرة تتلفت حولها وتفتح الجوارير وتفتش على الرفوف. سألها فارس: عما تبحثين ؟ فقالت: أبحث عن الجمجمة ...!! دهش فارس وقال: عن أي جمجمة تتحدثين ..؟ فقالت: جمجمة كانت معي أين ذهبت؟ ونظرت السكرتيرة الى فارس وأخذت تصرخ فيه:أنت أخذتها أعدها اليّ ، هيا أعدها إنها لي، لن تسرقها أعدها . أمسك فارس بيدها وأخذ يهدىء من غضبها وهو قد أدرك أن في الأمر شيئاً غريباً ولكن غضب السكرتيرة زاد وصراخها قد أرتفع وليتجنب فارس الفضائح دخل الى مكتبه وأعاد إليها الجمجمة، أمسكتها السكرتيرة وكأن روحها قد عادت إليها ، وهدأت وهي تضحك وتقبل الجمجمة وفارس ينظر إليها وهو على يقين بأن ياسمين هي التي تقف وراء ما يحدث. قال فارس لها: من أين حصلت على هذه الجمجمة ...؟! فقالت: أنها من صديقتي، أنها تجلب الأحلام السعيدة وتحقق الأماني فقط كل ما علي أن أمسكها وأنظر في عيونها وأتمنى أي شيء ليحدث فوراً، ألا تصدقني أنظر ماذا سأفعل الآن سأتمنى ، ماذا أتمنى؟ سأتمنى أن تتصل أمي بي الآن أنظر! وبأقل من لحظة رن جرس الهاتف ... فقالت: أرفع السماعة يا فارس لتتاكد أنها أمي، أنا تمنيت ذلك, أرفع السماعة لتتأكد أنها أمي فما أتمناه يحدث فورًا. رفع فارس السماعة ووضعها على أذنه ليرد عليه الطرف الآخر قائلاً: صدقها يا حبيبي كل اللي حتتمناه حيصير ...! فقال: ياسمين من أنت؟ وأيش بدك يا ياسمين ؟ فقالت: أنا حلمك القديم يا حبيبي، وأغلقت الخط ونظرت السكرتيرة الى فارس وقالت: أصدقت الآن أنها أمي أليس كذلك، إنها أمي أنا تمنيت ذلك وها هو قد حدث، أتريد أن أتمنى لك شيئا، أطلب ماذا تريد؟ هل تريد أن أوصلك الى البيت؟ هيا لأوصلك. أصطحبها فارس معه بسيارته وأثناء الطريق خطف فارس الجمجمة من بين يديها وألقاها من نافذة السيارة وقال لها: كفاك أمنيات لهذا اليوم، وأخذت السكرتيرة تبكي وترجوه أن يقف لتستعيد الجمجمة، ولكن فارس لم يأبه لرجائها وسار بسرعة وهي ما زالت ترجوه وتبكي حتى فقدت الأمل، وهدأت وكأن شيئا لم يكن. وصل فارس وتوقف أمام منزلها فخرجت من السيارة بأتجاه البيت وسارت عدة خطوات ولكنها عادت الى نافذة السيارة وقالت: فارس أنا آسفة على اللي صار وعلى فكرة أنا مش زعلانه أنك رميت الجمجمة بتعرف ليش !! فابتسم فارس وقال: ليش ؟ فقالت: علشان أنا معي وحدة ثانية وأخرجت من جيبها جمجمة صغيرة أخرى, وقالت: باي فارس باي ...! فوجيء فارس وقال: يا إلهي أي سحر هذا الذي تملكه ياسمين لتسيطر على الناس بهذه الطريقة، وسار فارس بسيارته بسرعة جنونية بإتجاه البيت حتى وصل، وقفز من السيارة ودخل البيت وأخذ يبحث عن أمه حتى وجدها وقال لها: أمي أحكيلي عن ابي كيف مات ..؟! فنظرت أم فارس إليه مستغربة وقالت: ما بك يا فارس ولم تسأل الآن ؟؟؟ قال لها: أريد أن أعرف كيف مات ؟؟ فقالت: زي ما كل الناس بتموت، عادي ... فقال: أليس بموته أي شيء غريب ؟!!! فقالت: كلا يا ولدي وليس هناك أي شيء غريب ... فقال: وجدّي كيف مات ؟ فقالت: ما بك يا فارس؟ ماذا حدث لك ...؟ فقال: أمي أرجوك أحكيلي كل اللي بتعرفيه عن عائلتي هذا مهم جداً، أحكيلي أي شيء تذكرينه أرجوك يا أمي. وتحت إلحاح فارس جلست والدته وأخذت تروي له حكاية أبوه وكيف مات. لم يجد فارس فيها أي شيء غريب وأخذ فارس يتذكر كلام ياسمين"انا لعنة ابوك وابو ابوك واجدادك وراح نفتح لكل بكر في عيلتكم قبر " وقال لأمه: أنا أكبر ولد في العيلة، يعني بكر العيلة مزبوط ؟ طيب مين بكر سيدي من أعمامي مين أكبر واحد..؟! فقالت: يا عمك نبيل يا عمك سامي . فقال: طيب أحكي لي عن أعمامي ؟ فقالت: عمك نبيل كان في دول الخليج منذ زمان وعمك سامي مسافر في أمريكا. وأخذ فارس يسأل وأمه تجيب ولكنه لم يحصل على أي شيء يستطيع من خلاله ربطه مع قصة ياسمين، حتى يأس، وتناسى الموضوع . رن جرس الهاتف فقفز فارس من مكانه لشعوره القوي أن ياسمين على الطرف الآخر ورفع السماعة وصدق شعوره وكانت ياسمين على الطرف الآخر. وقالت: فارس إذا بدك تعرف أكثر، أنا بستناك "بكرا" في حيفا بعد غروب الشمس ..لا تتأخر . فقال فارس: بس وين أستناك ؟؟ فقالت: أنت بتعرف وين ..وأغلقت الهاتف !!! وفي اليوم التالي وبعد غروب الشمس توجه فارس الى حيفا، ليلتقي بام الجماجم، ولم يكن فارس ليخمن أين تنتظره ، فهو يعلم أنها ستكون في أقرب مقبرة, ولم تكن لهفة فارس لمعرفة المزيد من المعلومات التي ستساعده على حل اللغز أكبر من لهفته وأشتياقه الكبير لرؤية ياسمين أم الجماجم. ووصل فارس ووجد ياسمين جالسة على أحد القبور وهي ترتدي الخمار. أقترب منها فارس وبادرته الكلام قائلة: أيوجد في الدنيا أجمل من هذا المكان ...؟ مش ملاحظ أنك تعودت عليه وبطلت تشعر بالخوف زي الأول. تعال أجلس بجانبي يا فارس فوق هذا القبر. أنصاع فارس لطلبها وجلس كطفل صغير يتلقى الأوامر من أمه ..! وسألته قائلة: أتعلم يا فارس فوق قبر من تجلس؟ فقام فارس عن القبر بحركة لا شعورية وسريعة !!! فقالت له ياسمين بهدوء وثقة: لا تخاف يا حبيبي لا تخف، الأموات ما بيخوفوا حد بس الطيبين هم اللي بيخوفوا . فقال فارس: ياسمين أنت جنية ولا شبح ميت ؟؟؟ فقالت: لا يا حبيبي، خلي عقلك كبير شوي، وبلاش هيك أفكار أنا مش جنية ولا شبح ميت، أنا أنسانة مثلي مثلك، ودمي من دمك وجذوري من جذورك والفرق بيني وبينك أني أنثى وأنت ذكر وكل ما بدك تعرف وأكثر لازم تفتح قبر وإن حبيت تعرف حكايتي وحكايتك، لا تخاف وأفتح قبر، وراح تلاقي فيه اللي يساعدك واللي يدلك. ووقفت ياسمين وأقتربت من فارس وهمست في أذنه وكانها لا تريد أن يسمعها أحد وقالت: فارس أنا بعرف أنك بتحبني وأنا كمان بحبك يا فارس وقدري وقدرك راح يجمعنا بقبر واحد، لا تخاف يا فارس وأفتح القبر علشان تعرف الحقيقة، وسارت ياسمين بين القبور تاركة فارس خلفها وعن بعد إلتفتت الى فارس وقالت بصوت عال خيل لفارس أن الاموات ستستيقظ من قبورها "إن طلعت الشمس يكون الوقت قد فات" ...وأختفت.
********************************************************
وإلى اللقاء في الفصل السابع بمشيئة الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق