http://sharawy.net/vb/

Visitors since14 Decemder 2011

السبت، ديسمبر 19، 2009

"الفصـــــــــــل العاشـــــــــــر" فارس وياسمين

"الفصـــــــــــل العاشـــــــــــر"
كان فارس قد رآى بين يديه رأس أمرأة مقطوعاً وقد تآكل من العفن إلا الشعر الحريري الأسود الذي ما زال كما هو يغطي الرأس المتعفن ودون أن يصاب بأي تلف وكأنه لفتاة مدللة تعتني به كل لحظة ... أصفر فارس وأرتعش ولم يحتمل بشاعة ما رأى، وبدأ يتقيأ بشدة ودون توقف وسقط على الأرض مغشياً عليه من هول الصدمة ومن هول ما رآى، وما أن فتح فارس عينيه حتى كانت الشمس قد أشرقت ووجد نفسه في سيارته مستلقياً وبجانبه ياسمين تداعب شعره وجبينه برقة وحنان وفارس ينظر إليها ولا ينبس بحرف واحد وقد بدا الإرهاق والتعب والقلق على وجهه واضحاً جلياً وعيونه تائهة حائرة مما يحدث معه، وقال وقد أغرورقت عيناه بالدموع: ياسمين أرحميني لم أعد أحتمل ...أرجوك ...أرجوك ...وأغلق عينيه مستسلماً . وبدا على ياسمين التاثر لحال فارس المنهار وأدركت أن فارس لم يعد يقوى ويحتمل أكثر من ذلك، فقالت بنبرة حزينة: فارس هيا لأعيدك الى البيت لتنام قليلاً وترتاح . فقال فارس: وهل سأعرف طعماً للنوم أو الراحة وأنا غارق في بحر من الألغاز لا أول له ولا آخر... ماذا حدث معي يا ياسمين؟ وكيف وصلت الى هنا؟ ألم نكن في الجبل ؟؟ فقالت ياسمين: نعم يا حبيبي كنا في الجبل ولكن أغمي عليك فجاة وبدون سبب، وبعد ذلك أيقظتك وعدنا الى السيارة وكنت متعباً فتركتك لتنام قليلاً . أرتسمت على شفاه فارس أبتسامة ساخرة حزينة ومهمومة وقال: أغمي علي دون سبب؟ أتقولين دون سبب، وهل وجودنا في هذا المكان الرهيب في منتصف الليل نسمع صراخ وبكاء الأموات وأحفر قبراً لأخرج رأسا مقطوعاً، هل كل هذا لا يكفي ليكون سببا ؟؟؟ قالت: فارس حبيبي، لا أدري ما الذي تخيلته أنت، ولكن كل ما في الأمر أنك حفرت القبر وأخرجت هذا الصندوق الصغير ولم يكن هناك رأس ولا عظام ولكن إن تخيلت رأسا فذلك مجرد أوهام. أنظر الى الصندوق الذي أخرجته لعلك تجد بداخله شيئاً يساعدك على معرفة حقيقتك وحقيقة عائلتك القذرة . وأنت بمحض أرادتك حفرت لتخرج الحقيقة المدفونة ولم يجبرك أحد على ذلك. حركت ياسمين السيارة وأخذت تقودها بسرعة جنونية وهي تقول لفارس: الآن سأوصلك الى البيت لتذهب وتنام قليلاً وبعد ذلك، أفتح الصندوق وسترى ما يساعدك على معرفة جزء آخر من الحقيقة الملعونة . أنهت ياسمين كلماتها وقادت السيارة بسرعة جنونية وكأنها تسابق الريح، طريقة قيادتها الجنونية للسيارة أربكت فارس وأستفزته ليصرخ فيها: أوقفي السيارة أيتها المجنونة !!! وتبتسم ياسمين ولا تبالي وينفجر فارس غاضباً ويصرخ بها: أوقفي السيارة ... لكنها لم تبال بل زادت من السرعة أكثر وأكثر. مد فارس يده الى مقود السيارة وهو يصرخ بها وكادت ياسمين تفقد السيطرة على السيارة التي أخذت تتمايل في وسط الشارع ولكنها ببراعة سيطرت على السيارة وأوقفتها. فارس قد أصفر لونه من الخوف وخاصة في اللحظات الأخيرة التي كادت السيارة تهوي بهما نحو واد سحيق. أوقفت ياسمين السيارة وقالت لفارس: مالك يا حبيبي ...في شي زعلك ؟ ومد فارس يده الى مفاتيح السيارة وسحبها ووضعها في جيبه خوفاً من أن تعيد ياسمين الكرة مرة أخرى وخرج من السيارة وقال لها: أنت مجنونة والله العظيم انك مجنونة وأنا مجنون اللي ماشي ورا وحدة مجنونة، ملعون أبو الحب وأبو الفضول اللي معلقني فيك واللي مخليني أمشي وراك مثل الكلب من مقبرة لمقبرة ومن جنون لجنون و بفكر أنو وصلنا لآخر محطة في هالقصة وبفكر أنو اللعبة أنتهت ولازم تنتهي هلا. فقالت ياسمين ساخرة: مش حتقدر تنهي شيء ...كل شيء بينتهي في وقته يا حبيبي. فرد فارس: لا يا أم الجماجم ...أنا اللي بقرر أن انهيه أو ما أنهيه . قالت: قدر ومكتوب يا حبيب قلبي ومثل ما بيحكو "المكتوب ما منو هروب " قال :قدر ومكتوب لك مش لي ... قالت: طيب قل لي كيف حتنهيه يا شاطر؟ قال: بسيطة كثير. ما بدي أشوف وجهك مرة ثانية لامن بعيد ولا من قريب وهيك كل شيء أنتهى . قالت: تقدر ما تشتاق لي وما تفكر فيّ ؟ قال: بقدر والأيام حتثبت لك يا سيدة القبور . قالت: بس أنت بتحبني ومش حتقدر تعيش من دوني ولا أنسيت أني قدرك يا فارس ؟ قال: بس يا ياسمين كلامك الغامض ما عاد يؤثر في، والحقيقة أنني أحببت أسلوبك الغامض وأحببت طريقة كلامك وعلشان ما كنت بقدر أشوفك وأنت متخفية ورا الخمار دفعني الفضول أطاردك، مثلك مثل لغز صعب يحب الواحد يفكر فيه حتى يحله، ولو كنت مش لابسة هالخمار ومتخفية كنت مثل أي وحدة ثانية، والغمامة السوداء اللي انت لابستيها واللي كانت مسكرة على عقلي أنزاحت . قالت: يا فارس بلاش كذب ...أنت عمرك شفت وحدة مثلي ...؟ قال: بصراحة مجنونة مثلك ما شفت . قالت: وحلوة مثلي شفت؟ ولا باحلامك حتشوف ... قال: الجمال مش كل شيء في الحياة !! قالت ساخرة: يعني أنت بطلت تحبني وزعلان مني يا حبيبي ؟؟؟ قال: بدون مسخرة اللعبة أنتهت ودوري على أسلوب ثاني ... قالت: طيب ...بس بفكر أنه بيهمك تعرف حقيقتك وحقيقة عيلتك وقصة عمتك ربيحة وليش أبوك وأعمامك قتلوها ..! فضحك فارس من أعماق قلبه بصوت عال ...وقال: ياسمين يا مجنونة، أنت فكرك أنا مصدق الهبل اللي أنت بتحكيلي أياه ...صحيح أنا كنت ماشي وراك خطوة بخطوة صحيح أنو عندك قدرات غريبة جداً ومش طبيعية ومع أني ما كنت أؤمن بالسحر بس بشهدلك أنك ساحرة وعلى مستوى كمان وأنا ما كنت ماشي وراك علشان الكلام الفاضي اللي بتحكيه عن عيلة الدهري وعن عيلة الشامي وعن شو أسمها ربيحة، أنا كنت ماشي وراك أنت وعلشانك أنت، وما كان مهم القصة اللي أنت بتحكيها، المهم أني اقدر أشوفك وأبوسك و............، فهمت يا ياسمين ؟ قالت ياسمين: شاطر يا فارس ...شاطر بس لا تنسى أني لعنة أبوك وأبو أبوك وأجدادك، ومش حتقدر تهرب من اللعنة. فضحك فارس وقال: طيب أسحريني قرد وتجوزيني... وأخذ يضحك ...!! أستفزت ياسمين وقالت: قلتلك أنا مش ساحرة يا فارس ...أنا أنسانة مثلك ... أبتسم فارس وازدادت ثقته بنفسه للنصر الذي حققه على ياسمين وقال: طيب بما أنك أنسانة مثلي شو رأيك تخلعي هالعباية والخمار ونطلع أنا وأنت نسهر سهرة حلوة وننسى هالكلام الفاضي، أنا بعرف محل حلو ... قاطعته ياسمين وقالت: أنا مش رخيصة مثل الناس اللي بتعرفها ... قال: بس أمبارح في الجبل ما كنت ممانعة، ولا أنت بتحبي هيك سهرات بين القبور... قالت وقد أستشاطت غضبا: صدقت أمي وستي دم "الدهري" وسخ وكلكم واحد وشو بدو يخلف أبن الدهري إلا كلب جديد يحمل أسمه . وفرح فارس وهو يرى ياسمين أم الجماجم مرتبكة مستفزة، وشعر بنصر آخر على هذه المخلوقة الجبارة العجيبة، أزداد غروره بنفسه وأراد أن يراها ضعيفة أكثر وأكثر، أقترب منها مبتسما وبثقة عالية ومد يده الى الخمار الذي يغطي وجهها وسحبه من فوق رأسها وألقاه على الأرض ليظهر وجه ياسمين وشعرها الذي تعجز الكلمات والأوصاف عن وصف ذلك الأبداع الإلهي المتناسق الجمال الذي يفوق كل جمال أو صورة أو خيال. فوجئت ياسمين بجرأة فارس وثقته العالية بنزعه الخمار عن وجهها وأخذت ترمقه بنظرات ثابتة سارحة لا يستطيع أحد أن يفسرها. صمت ياسمين جعل فارس يتمادى أكثر وأقترب أكثر وأخذ يداعب شعرها وعلى شفاهه أرتسمت أبتسامة خبيثة واثقة ومد يديه الى العباءة وفكها دون أي أعتراض من ياسمين وسقطت العباءة على الارض ولم يبق يغطي جسد ياسمين الفاتن إلا ثوب حريري ناعم قصير، تعلق بخيطين من كتفيها، وياسمين واقفة بجانب السيارة كالصنم لا تتحرك وما زالت عينيها ثابتة ثاقبة تنظر الى فارس دون حراك .شعر فارس بالنصر الكبير الذي ما حلم أن يحققه ومد يديه وأمسك بعنق ياسمين وشدها ليقبلها وباقل من جزء من الثانية ............................
………………………………………………… يا ترى ماذا سيحدث؟ وماذا ستفعل ياسمين إزاء ما فعله فارس؟ أترككم تفكرون حتى نعرف في الفصل القادم ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ والى القاء في الفصل الحادي عشربمشيئة الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق