http://sharawy.net/vb/

Visitors since14 Decemder 2011

السبت، ديسمبر 19، 2009

"الفصـــــــــــل التاســـــــــــــع" فارس وياسمين

"الفصـــــــــــل التاســـــــــــــع"
وما أن أكملت ياسمين كلامها حتى بدأ يسمع صوت أمرأة تقشعر له الأبدان ويصدر من كل الأنحاء. أمرأة تصرخ وتستغيث وصراخها يعلو أكثر وأكثر وبكاؤها يُقَطِّعَ القلوب من الحزن، تصرخ وتقول: من شان الله أرحموني، من شان الله اتركوني، أنا ما عملت شئ، أنا مظلومة، أنا مظلومة لا تقتلوني، من شان الله يا بابا، من شان الله يا بابا لا تموتوني ...لا تموتوني. وصرخة عالية تلتها صرخة أخرى وأخرى حتى توقف الصراخ وكأن المرأة التي كانت تصرخ ما عادت قادرة على الصراخ، وأُخِذَ يُسمع صوت حفر في الارض ولهث مجموعة من الرجال ومن ثم صوت خطوات تتلاشى وكأنها تغادر المكان، وفي هذه الأثناء كان فارس قد أمسك بيد ياسمين بقوة وكأنه يحتمي بها، وتلفت في جميع الأتجاهات باحثا عن مصدر الصوت وياسمين ما زالت واقفة حتى حل السكون والهدوء على الجبل والتفتت ياسمين الى فارس وقالت له وهو ما زال يمسك بيدها مجمداً يرتجفُ من الخوف: فارس لماذا أنت خائف؟ ومما أنت خائف؟ من الوحوش والضباع أم من عائلتك؟ يا فارس في مثل هذه الساعة وهذا اليوم قبل سنين طويلة قتلت عمتك، والذي قتلها هو لأبوك وجدك ولأعمامك، حتى الوحوش والضباع هربت من الجبل حينما قدموا وأحضروها معهم، حتى الوحوش والضباع كانت سترحمها، أما لماذا قتلت؟ فإن أردت أن تعرف فعليك أن تفتح قبرها..! واصل فارس الأستماع الى ياسمين بدون أن يتكلم وما زال يرتجف من الخوف ...وياسمين تقول له : لا تخف يا فارس ...لا تخف ...لا يوجد شيء في هذا الجبل يؤذيك ...لا تخف أنها مجرد أصوات وأصوات الموتى لا تخيف ولا تؤذي، أنها أصوات ستبقى ساكنة لهذا الجبل لتشهد على جريمة لم يكشف عنها أحد وسيسمع هذه الاصوات كل من يقترب من هذا الجبل في مثل هذه الساعة وهذا اليوم، هذا جبل ربيحة الملعون. ونطق فارس وقال: أرجوك يا ياسمين دعينا نذهب من هنا، أرجوك أخرجيني من هذا المكان لا أريد أن أعرف شيئاً أرجوك ... فقالت ياسمين: لماذا أنت خائف؟ لا تكن جباناً، أي رجل أنت؟ هذه فرصتك لتعرف الحقيقة، حقيقة عائلتك، إن ذهبت من هنا وإن أشرقت الشمس ستضطر أن تنتظر عاماً كاملاً لتستطيع معرفة الحقيقة، هيا كن شجاعاً ولا تضيع الفرصة بخوفك، هيا أطرد الخوف من قلبك لا داعي لأن يقتلك الفضول وأنت تنتظر عاماً كاملاً لتعرف عن عائلتك ... فقال فارس: ياسمين أنا بعرف عائلتي جيداً ...أرجوك أنا لست من عائلة الدهري ولا أريد أن أعرف عنهم شيئاً ولا دخل لي بهم، صدقيني لا أريد أن أعرف عنهم شيئاً، أنا أعرف من هو والدي ومن هو جدي ومن هم أعمامي ولا أحد منهم يحمل أسم الدهري فكفاك عبثاً بي، لا أريد أن أصاب بالجنون بقصة مجنونة لا دخل لي بها . فاقتربت ياسمين من فارس وأمسكت بيده ووضعت اليد الأخرى على خده وقالت: فارس حبيبي أنا لازم أتجوزك، ولا أنت نسيت أنوأحنا لازم نتجوز، مش أنا أخترتك زوجاً لي وأنت وافقت يا حبيبي؟ فارس مش أنت بتحبني وبدك تتجوزني، عشان هيك يا حبيبي لازم تعرف القصة وتعرف حقيقتك وحقيقة عيلتك الوسخة... يا حبيبي ما تخاف أنا جنبك ...أنا صحيح وعدتك أنو رايح أفتحلك قبر ...بس أنا يا حبيبي ما بدي أذيك ولا تنسى أنوأنت راح تكون جوزي وأبو بناتي، أسمع كلامي علشان أقدر أحميك من لعنة أبوك وأجدادك، هاي أنا بنت ومش خايفة وأنت زلمة ومش لازم تخاف ... فقال فارس: ياسمين أنا مش مقتنع أنك أنسانة ومش ممكن تكوني أنسانة، أنت سر غامض، أنت مش من البشر، أنت أم الجماجم، جنية، شيطانة، ساحرة، روح ميت من الفضاء ما بعرف، بس أنتي مش من البشر، من يوم ما عرفتك وأنا ما بعرف إلا الجماجم والأموات والقبور وطول وقتك لابسة أسود في أسود، وما بدك حد يشوف حتى أصبعك، صحيح أنا خايف وكل أنسان لازم يخاف، بس أنت ما بتخافي لأنك مش من الأنس . فقالت ياسمين: حبيبي فارس بس هبل ...أنا قبل هالمرة حكيتلك أني أنسانة ومن البشر وأكثر من هيك، أنا بحمل دمك وأصلي من أصلك، وأنت قبل هالمرة شفتني ولا نسيت يا روحي؟ فقال فارس: صحيح أنا شفتك بس هذا ما بعني أنك مثل كل البنات ... فقاطعته ياسمين وقالت: مزبوط كلامك ...أنا مش مثل كل البنات ...أنا أحلى منهم كلهم...أنا قلت لك قبل هالمرة أنو إذا الله خلق وحدة حلوة فهي أنا يا حبيبي، وعلى فكرة ممكن هلا تشوفني للمرة الثانية يا فارس. وبرغم من أشتياق فارس لرؤية ياسمين ذات الخمار مرة أخرى، إلا أن خوفه من الجبل وأصوات الموتى كان أقوى من أشتياقه، فقال لها: ما بدي أشوفك ...أنا بدي أخلص من لعبة الأموات والقبور هاي. فابتسمت ياسمين وبكلمات هادئة وواثقة وقالت له: لا يا حبيبي أنت حابب تشوفني وحابب تلمس أيدي بدون ما أكون لابسة الكفوف وحابب تحضني وكمان حابب تبوسني، وأشياء أكثر من هيك كمان... فصمت فارس ولم يتكلم وكأنه بصمته يؤكد على ما قالته ياسمين، بل إن بريق عينيه يؤكد كل كلمة قالتها ويدعوها أن تفعل ذلك. وبدأت ياسمين بنزع الخمار وكأنها تلبي طلب عيون فارس، وظهر وجه ياسمين وكأنه البدر وحركت رأسها بدلال يميناً وشمالاً ليتناثر شعرها الأسود الطويل الممزوج بظلام الجبل ورفعت يدها اليمنى وبأسنانها أمسكت طرف القفاز وسحبته من يدها بدلال لتخرج أصابعها من القفاز لتظهر كفة يدها الناعمة الملساء وفعلت كذلك بيدها اليسرى والقت بالقفازين في الهواء ليهبطا على الارض على بعد عدة أمتار الى جانبها، وبأطراف أصابعها وعيون فارس تراقبها أخذت بفك خيوط العباءة التي تحجب جسدها متعمدة الأبطاء، وكأنها تسعى لتزيد نار الشوق في قلب فارس. فكت الخيط الأول الذي كان يشد العباءة حول العنق ليظهر قليلاً، وفكت الخيط الثاني بدلال ليظهر ما حجب من عنقها، وفكت الخيط الثالث لتميل العباءة قليلاً وتظهر أطراف كتفيها، وبأطراف أصابعها بدأت بفك الخيط الذي يشد العباءة حول الصدر، ولكنها لم تنجح أو تعمدت أن لا تنجح، وبنظرة ملتهبة رمقتها لفارس وقالت: فارس حبيبي تعال وساعدني وفك الخيط، فأنا لا استطيع. أقترب فارس مرتبكاً وقد نسي خوفه ومد يداه المرتبكتين وبأصابعه التي لامست الخيط ليحاول فك عقدته فابتسمت ياسمين وقالت: أقترب أكثر يا فارس لا تخف . وأقترب فارس ولم يفصله عن ياسمين إلا أصابعه التي تعبث بعقدة الخيط ليفكها متشوقا بجنون لتنزاح هذه العباءة وتكشف عن بقية الجسد، ولكن أصابع فارس فشلت بحل عقد الخيط وكان في داخله يتمنى أن يمزقه بكلتا يديه، وتمد ياسمين يديها وتبدأ بمداعبة شعر فارس بأصابعها وتحيط بعنقه بكلتا يديها وهي تقول له حاول بأسنانك فربما تنجح أكثر..وتشد رأسه إليها وهي ما زالت تداعب شعره بكفتي يديها. بدأ فارس محاولة أخرى لفك الخيط بأسنانه وهي تشده أكثر إليها ورأسها يميل الى الخلف تحثه على أن يسرع أكثر.. طوق فارس ياسمين بيديه وبدأ بقضم الخيط بأسنانه بعد أن فشل بحله، وتحثه هي على أن يسرع قبل أن تشرق الشمس وتلقي ياسمين بجسدها فوق التراب وكأنها تود أن تتمرغ فيه وتشد فارس معها الى الأرض وهو ما زال يقضم الخيط بفمه وأسنانه حتى لم يبق من الخيط شيئا، وينتقل الى الخيط الذي يليه، وكان قضم خيط العباءة يزيد من جنون فارس ويشعل نار الشهوة بداخله ويزيدها أكثر صوت ياسمين الناعس وهي تحثه على أن يسرع ويسرع ... يرفع فارس رأسه ويقترب بشفتيه باتجاه شفتي ياسمين حتى كاد أن يلامسها ..ولكنها وبحركة خفيفة ناعمة بطيئة تقف على قدميها، وفارس ما زال مستلقياً على الأرض يرمقها بعينيه المتقدتين بالشهوة والجنون . تقف ياسمين منتصبة وترفع العباءة التي سقطت عن كتفيها وصدرها، وترمق فارس نظرة شهوانية خبيثة متعمدة كلما رفعت العباءة قليلا تركتها لتلامس وجه وجسد فارس وكأنها تستمتع بجنون وهي ترى بعيون فارس النار المتقدة التي تزداد مع كل حركة لها ... وقالت بنبرة هادئة واثقة مجنونة شهوانية: فارس ...فارس ...فارس ...أتريدني يا فارس الآن ...أتريدني فوق هذا التراب حيث تستلقي وحيث أقف ...أتريدني الآن يا فارس ...؟ أنا أيضا أريدك ...؟ ولكن أريدك أن تعرف الحقيقة أكثر...هنا حيث تستلقي دفنت عمتك ...أحفر التراب وأزحه لتعرف الحقيقة إن كنت تريدني أعرف الحقيقة. لم يخف فارس حينما علم أنه يستلقي فوق قبر المرأه التي كانت تصرخ والتي تقول له ياسمين أنها عمته، فقد كانت نار الأشتياق لياسمين أقوى من خوفه ومن رهبة الموت والقبر. وبدأ بحفر التراب بكلتا يديه بجنون وعيونه متسمرة نحو ياسمين. حفر أكثر وأكثر بقوة حتى أحس بأن يدية قد أمسكت بشئ أو وجدت شئ وهو يحفر، وعلى ضوء القمرنظر الى ما تحمله يداه، وما أن رآه حتى أنتفض واقفا مذعوراً خائفاً فلم يستطع أن يتمالك أعصابه من هول ما رآى.
.....................................................................................................
يا ترى ماذا وجد فارس؟ وماذا سوف تفعل ياسمين معه؟ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ والى اللقاء في الفصل العاشر بمشيئة الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق